فورد فيوجن 2014: مقارنة بين النظام المتفرّد للتحكّم بالقيادة في هذا الطراز مقارنة بطرازي تويوتا كامري وهيونداي سوناتا
عندما قمنا بقيادة طراز فورد فيوجن 2014 العام الماضي، كان في وقتها نموذجاً أولياً يُستخدم لاختبارات الطقس الحار، وكان يحمل محركاً مختلفاً، وتمّ تجميعه بشكل تقريبي، ولكننا كنا على ثقة بتميّز هذا الطراز، مما جعلنا نضعه ضمن قائمة الطرازات التي نوصي باقتنائها حالما يصبح متاحاً في المستقبل في صالات العرض. وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، صيف 2014، أصبح الطراز معروضاً للبيع هنا، وعندما أتيحت لنا فرصة اختبار عدد من أفضل مزايا فورد فيوجن ومقارنتها مع مواصفات الطرازات المنافسة التي تمثّل اثنتين من أكبر العلامات التجارية في المنطقة، لم نتردد أبداً في القيام بذلك، خاصة في ما يتعلّق بالتحكّم بالقيادة.
تعدّ تويوتا العلامة التجارية الأكثر مبيعاً للسيارات في عموم منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وما لا يثير الدهشة أن هيونداي تتبعها بالقيمة المعززة التي تقدمّها عبر منتجاتها. وتدخل فورد إطار المنافسة بشكل قوي بطراز فيوجن الجديد كلياً مقابل الطرازين متوسطي الحجم اللذان توفّرهما هاتان العلامتان التجاريتان، وهما تويوتا كامري وهيونداي سوناتا.
وهناك تشابه كبير بين الطرازات الثلاثة في العديد من الجوانب والسمات، كمساحة المحرّك ونوع نظام نقل الحركة والجودة العامة للمواد التي تمّ صنع هذه الطرازات منها. وبغض النظر عن الأسلوب، يتعيّن عليك قيادة الطرازات الثلاثة لتدرك الفروقات الدقيقة بينها.
قمنا بإحضار سيارات منخفضة الأميال لطراز تويوتا كامري ليميتد وهيونداي سوناتا لإجراء اختبارات المقارنة، وانطلقنا بالسيارات الثلاث على أنماط متنوعة من الطرقات في دبي، وكان واضحاً الجهد الواضح الذي بذلته الشركات الثلاث المصنّعة في معايرة نظام التعليق، حتى ولو كانت هذه السيارات طرازات سيدان عائلية.
ومن ناحية القيادة، كانت هيونداي سوناتا الأقل حماساً بين البقية، فمع أن هذه السيدان الأنيقة الحافلة بالمزايا عالية القيمة تملك مؤهلات متكاملة، من المظهر العام إلى المواصفات فضلاً عن أن ركوبها سلس للغاية، لكنها لا ترقى إلى مستويات عالية من الشعور الحقيقي بالقيادة المشوّقة.
عندما يتمّ اختيار حدودها الدنيا، يبقى ميلان سوناتا عند مستوى معتدل، ولكن السيارة تقوم بالانعطاف المتأخر بشكل مبكّر، والشيء المزعج أكثر هو أنها تميل نحو الانعطاف المبكّر على أسطح الطرقات المليئة بالغبار، وهذا يمكن أن يفاجئ السائق على حين غرة إن لم يكن متيقظاً. وفي نهاية المطاف، يقوم نظام ضبط ثبات السيارة بتدارك الموقف، ولكن تأتي الطرازات الممتازة وحدها بخيار برنامج الثبات الإلكترونيESP، أما الطرازات العادية فلا تحتوي حتى على نظام المكابح المضاد للقفل ABS. ويخلو التوجيه الخفيف للسيارة من الشعور الحماسي، أما المكابح فهي طرية بشكل زائد، لكن كلا النظامين يؤديان الواجب المطلوب منهما في حالات التنقّل الاعتيادية.
يمثّل الجيل الحالي من تويوتا كامري تحسّناً لافتاً عن النسخ التي سبقته، مع التشديد بشكل أكبر على التحكّم بالسيارة أكثر مما مضى. يخوض طراز كامري المنعطفات بكل اقتدار، عبر حركات منضبطة ومتوازنة لبدن السيارة، دون أي شعور بالارتجاج والاهتزاز كما في النسخ السابقة، فضلاً عن أن انزلاق البدن يبقي ضمن المستويات المعتدلة حتى عند خوض أضيق المنعطفات.
ولكن حين يقسو السائق في توجيه السيارة عند السرعات العالية، يصبح التحكّم بالسيارة ضعيفاً بعض الشيء، حيث تخرج مؤخرة السيارة خارج مجالها، ولكن دون أن تصل الحالة إلى فقدان التحكّم، ومن الواضح أن طراز كامري يتمتّع بقدرات أعلى في خوض المنعطفات من طراز سوناتا. يحظى نظام التوجيه الخفيف بردود فعل إيجابية، كما أن دواسة الفرامل طريّة وجودة الركوب سلسة للغاية في معظم الأوقات، وهي إنجازات متميزة إذا ما نظرنا إلى كل منها على حدّة.
وأخيراً، هناك طراز فورد فيوجن الجديد كلياً، وهو من بين أفضل السيارات من حيث التحكّم بالقيادة ضمن الفئة، إن لم يكن أفضلها. يخوض طراز فيوجن المنعطفات بشكل حاد ويقاوم الانعطاف المتأخر بشكل أفضل من كامري وسوناتا، كما أن مؤخرة الطراز لا تخرج عن مسارها بشكل غير مألوف. ويمتاز الطراز بميزة التوجيه العامل بالكهرباء، وهي ميزة تفوق بجودتها معظم الطرازات، أما الفرامل فتقدّم قدرة معززة في التوقّف الفوري. وبهذا، فمن السهل اختبار الحدود القصوى لهذه السيارة دون شعور السائق بالخطر.
لا شك أن مثل هذا التحكّم الحيادي بالقيادة هو ميزة استثنائية، ولكن حقيقة أن فورد تمكّنت من الوصول إلى ذلك، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الراحة في الركوب هي دلالة واضحة على المعايرة الشاملة والمثالية لنظام التعليق والتي قامت بها فورد، حيث تمّ أخذ الآراء وردود الأفعال التي وردت من منطقة الشرق الأوسط في الحسبان، وأشرف على ذلك فريق هندسي دائم الإقامة في دبي.
وقد يتحدّث البعض عن أنه لا حاجة بسيارة سيدان عائلية أن تكون ذات تحكّم جيد بالقيادة، ولكن سيارة السيدان ذات التحكّم الجيد بالقيادة قد تنقذ حياة السائق دون أن يتم اختبار حدودها القصوى عند حصول حادث ما. وإن كان هناك عائق يقف في طريق السائق، فبإمكانه الابتعاد عن العائق وتفاديه بشكل سريع دون أن تنحرف مقدّمة السيارة أو تنزلق مؤخرتها، وهذه هي ميزة إضافية يحصل عليها السائقين الذين يتمتّعون بالقيادة إلى جانب متعة التحكّم بالقيادة بشكل محكم وقوي.
وبالنسبة لسيارة سيدان تتفرّد بجودة قيادة أشبه بتلك في سيارات الفئة الممتازة، فإن طراز فيوجن يأتي بأسعار تنافسية مقارنة بالطرازات المشابهة للشركات المنافسة، حيث يبدأ سعره من 80 ألف درهم، وهو سعر مناسب للغاية لسيارة مزوّدة بشكل قياسي بنظام ABS وESP وتقنية البلوتوث و8 وسائد هوائية وخدمة مجانية وكفالة لمدة 5 سنوات، في حين أن طراز فيوجن كامل المواصفات يأتي مزوّداً بمختلف المعدّات الحديثة المساعدة للسائق والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالوسائط المتعددة والكثير غيرها.
لا يوجد تعليقات، كن الأول!