تجربة قيادة: 2017 لاند روفر ديسكفري

سنوات طويلة يحتاجها الأمر لبناء سمعة جيدة في عالم سيارات الطرقات الوعرة. و قد تمكنت لاند روفر ديسكفري من المضي قدماً في تحقيق ذلك منذ ظهورها الأول عام 1989، حتى عندما منحت اسم LR3 و LR4 في بعض الأسواق ( و منها سوق دول مجلس التعاون الخليجي ) دون أي سبب واضح. على أية حال، جديد ديسكفري لعام 2017 هو عودتها الى أصولها، على الأقل من ناحية الاسم، و التي أصبحت السيارة الرائدة لعائلة ديسكفري.
و على خلاف ديسكفري سبورت كروس أوفر، تأتي سيارتنا بحجم كبير و ممتلئ، رغم أنها تحولت لنظام المنصة المدمجمة لهيكل السيارة و جسمها الخارجي و باتت تبدو أقرب لحافلة نقل صغيرة منفوخة عما كانت تبدو عليه كسيارة طرق وعرة بنظام المنصة المستقلة السابق. و هي بذلك تأخذ قياساً محيراً ما بين الحجم الكامل و الحجم المتوسط.
و لسيارتنا الاختبارية ” فيرست ايديشن ” خيارات مثل أضواء LED أمامية و عجلات معدنية بقياس 22 بوصة. و على خلاف الطراز القديم السابق بشكله الأشبه بصندوق، فإن هذا الجيل الثالث من ديسكفري يأخذ طابعاً مدور بعض الشيئ، بنهاية أمامية شبيهة برانجر روفر، و بوابة خلفية تقليدية، مع لوحة أرقام خلفية غريبة من المفترض أن تذكركم بالتصميمات المدرجة للنوافذ الخلفية لكل طرازات ديسكفري السابقة. و حيث أنها قد لا تكون جذابة للوهلة الأولى، فسيزداد رونقها في أعينكم مع مرور الوقت، و بالطبع – يخطأ الكثير من السائقين عند رؤيتها على مرآتهم الخلفية معتقدين أنها سيارة رانج روفر و بذلك يفسحون الطريق لها أمام حركة السير.

في الداخل، تستفيد ديسكفري من فلسفة التصميم الجديد و المعتدل للمقصورة، بفرش جلدي مخيط و سطوح مكسوة بمواد ناعمة الملمس على الداشبورد و ألواح الأبواب العلوية، في حين تأتي الألواح ما دون مستوى الخصر و في كامل منطقة الصف الثالث من المقاعد من البلاستيك القاسي.
الدخول الى السيارة بات أصعب بسبب افتقارها لدرجات جانبية ( و هو خيار متاح يضيف مزيد من الكلفة )، حتى مع ضبط نظام التعليق الهوائي على أدنى ارتفاع ممكن. المقاعد كبيرة و هي أشبه بالأرائك مع مساند ذراع قابلة للتعديل، و على الرغم من أن موضع القيادة لا يوحي بالتحكم و السيطرة كما هو عليه الحال مع الطراز LR4 بسبب خط الحزام المرتفع للسيارة. و هنالك مساحة رحبة جداً لركاب الصف الثاني من المقاعد، في حين تتسع مقاعد الصف الثالث القابلة للطي بنسبة 50:50 للبالغين متوسطي الحجم في حال تحريك مقاعد الصف الثاني القابلة للطي بنسبة 40:20:40 الى الأمام. على أية حال فالدخول للصف الثالث من المقاعد حرج بعض الشيئ، و يمكن في سيارتنا الاختبارية ذات المواصفاات الاعلى تعديل أو طي كل المقاعد في مختلف الجهات آلياً ( و يمكن ذلك أيضاً عبر تطبيق على الهاتف الذكي )، و بذلك و حيث أنه لا حاجة للعضلات لتحريك المقاعد، يبقى هنالك فترة انتظار طويلة ريثما يؤدي المحرك الآلي عمله.
مساحة الصندوق الخلفي جيدة طالما يتم طي مقاعد الصف الثالث للأسفل، و لكن الأرضية ليست عميقة كما هو الحال في معظم السيارات المنافسة متوسطة الحجم. و يوجد العديد من حاملات الأكواب، و جيوب الأبواب، بما في ذلك جيبين كبيرين ضمن الكونسول المركزي – أحدهما يقبع تحت حاملات الأكواب المغطاة، و أحدهما عبارة عن صندوق تبريد – بالاضافة الى صندوقي قفازات و حجرة مخفية خلف أدوات التحكم بمكيف الهواء.

هنالك وابل من التقنيات التكنولوجية المتوفرة، أبرزها شاشة لمس واسعة بقياس 10 بوصة مع واجهة محدثة برسوميات جيدة، و ايقونات كبيرة و حساسية مرضية، و يقترن معها نظام ملاحة، و بلوتوث، و تطبيقات و ألعاب وغير ذلك، و لكن و بصورة غريبة، لا وجود لامكانية دعم نظامي CarPlay من آبل و اندرويد أوتو. و في حال اخترت الحصول على طراز القاعدة – باهظ الثمن أيضاً – فستحصل على ستيريو من 6 سماعات في حين أن طرازات اخرى أعلى منها ستحتوي على نظام صوتي أفخم بمعدل 10 الى 12 سماعة، في حين يتوفر لطراز المواصفات الأعلى نظام مريديان من 14 سماعة باستطاعة 825 واط مع مضخم صوت. و أخيرا باتت ديسكفري تتمتع بمقابض و أزرار تحكم مادية بدلاً من تلك السابقة التي تعمل باللمس.
و تشمل السمات الاخرى سوار اختياري ضد الماء تستطيع ارتداءه على الشاطئ بدلاً من حمل المفاتيح، و تتوفر آلية دخول و تشغيل ذكية بدون مفتاح، و بوابة خلفية تفتح آلياً لدى تلويح القدم أسفل منها، و صفين من المقاعد المدفأة/ المبردة مع مساند رأس ” مجنحة “، و كاميرا محيطية و حساسات لركن السيارة، و نظام تثبيت سرعة تلاؤمي، و غير ذلك الكثير. و للمكيف أدوات تحكم و فتحات خلفية و يعطي أداءً قوياً بالمجمل على الرغم من أنك ستحتاج لقليل من الوقت حتى تستطيع الصمود بداخلها في طقس شهر مايو الحار، و لعل وجود لوحين زجاجين كبيرين على السقف يساهم في ذلك.

تتزود السيارة بالقوة من محرك V6 سوبر تشارجد بسعة 3 ليتر يقترن بناقل حركة أوتوماتيكي من 8 سرعات، و هو ما يزال يولد 335 حصان و 6500 دورة في الدقيقة و 450 نيوتن متر من عزم الدوران عند مجال من 3500 الى 5000 دورة في الدقيقة، و لكنها الآن تؤمن قوة جر أكبر بحكم تخفيض وزنها بما يزيد عن 400 كغ بالمقارنة مع LR4 السابقة. و في ذروة الطقس الحار في شهر مايو استطعنا الانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 7.7 ثانية، بمعدل استهلاك وقود بلغ 14.8 ليتر لكل 100 كم و تضمن القليل من القيادة في الطرق الوعرة. و يشبه صوت المحرك صوت المكنسة الكهربائية و لا يندفع بالشدة التي تندفع بها محركات V8، و لكنه أكثر من ملائم و كافي، مع تحرير خطي للقوة و تعشيق جيد. و تبلغ سعة خزان الوقود 89 ليتر و هو ليس كبيراً جداً كما هو الحال لدى بعض السيارات المنافسة الأخرى.
و لعل من أكثر ما يثير الإعجاب هو جودة ركوب السيارة. فهي أحد أكثر السيارات التي ركبنا بها طراوةً و سلاسةً، و ربما أفضل من رولز رويس حتى. فهي مدهشة فعلاً على اعتبار أن سيارتنا الاختبارية أتت بعجلات بقياس 22 بوصة تغطيها اطارات بقياس 285/40. و من دون شك فقد تم تعديل نظام التعليق الهوائي بشكل جيد ليعطي مزيداً من الراحة. و هي أيضاً هادئة على نحو جيد على معظم أنواع الطرقات، مع أنها لا تبلغ مستوى هدوء رانج روفر. و ينخفض ارتفاع مستوى الركوب بمقدار 13 مم عند سرعات تتجاوز حد 105 كم/سا.

و لم تغير لاند روفر حالة الجر الديناميكية لديسكفري، فالاندفاع الى المنعطفات ينجم عنه تمايل واضح لجسم السيارة، مع طوفان على السطوح المتموجة. و ليس هنالك اي اضافات مساعدة في عملية التوجيه، و على أية حال، فهو مثقل بشكل جيد على الطريق السريع، و خفيف بما يكفي في المدينة. و توفر المكابح قدرة ايقاف جيدة، و هنالك قبضة جيدة متوفرة من تلك الاطارات العريضة.
و بالنسبة لمؤهلاتها على الطرق الوعرة، فهنالك الكثير من السمات المحوسبة المساعدة، مثل نظام ادارة التضاريس، و الاختيار الالكتروني للتروس منخفضة المدى، و نظام التحكم بصعود و نزول الهضاب، و غير ذلك من الأنظمة، الى جانب نظام التعليق الرائع الذي يتمكن من رفع السيارة بحوالي 40 الى 70 مم حسب سرعة السيارة. و مع ايقاف تفعيل نظام ESP و اختيار وضع ” الرمال ” لم تعلق سيارتنا الاختبارية في الكثبان الرملية حتى مع اطارات منفوخة بالكامل. و بالمحصلة اذا ما كنت جاداً في تناول الطرقات الوعرة بسيارة ديسكفري الفاخرة، فنحن نوصي بالحصول على طراز المواصفات المخفضة منها بعجلات أصغر و اطارات أكثر اكتنازاً.

و مهما بدت لكم مراجعتنا حول السيارة، فلا يمكن أبداً أن نجحد أن لاند روفر ديسكفري الجديدة سيارة مثيرة للإعجاب الى حد بعيد. فلا بد من قول الحقيقة، حيث أن معظم السائقين يشعرون بمقدار أكبر من الرضى لدى قيادتهم لأحد طرازاتها عنه في حال قيادة رانج روفر فوغ، مع علاوة على ذلك تنجم من كون ثمن ديسكفري يعادل ثمن سيارة ايفوك صغيرة.
و لقد تم اختبار ديسكفري الجديدة في طقس حار جداً في الامارات العربية المتحدة، و اذا ما أثبتت أنها تتمتع بكفاءة و موثوقية للرحلات الطويلة، فمن المحتمل أن تغدو أكثر شعبية و رواجاً هنا. و نحن بدورنا سنمضي قدماً في اضافة لاند روفر ديسكفري الى قائمتنا التي نوصي بها، و لكننا سنستمر بالجدال حول أفضلية الحصول على طراز SE ذو المواصفات الأقل لطالما أنه يأتي بالمحرك و الهيكل ذاته الذي يأتي به اصدار ” فيرست ايديشن ” المليئ بالتقنيات و السمات المفيدة.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية لمشفيق حسين، اضغط هنا.

و لمعرفة آخر الأسعار و المواصفات، تفضل بزيارة دليل المشتري لسيارة لاند روفر ديسكفري.